إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 31 أكتوبر 2012


37

ولكنه يعرف بأن  تلك الصغيرة لديها عقل كبير  فلابد أنها احتمت   بشيء حتى لا أصيبها بالأذى  ,  فوجد ضوء الحمام  شاعلاً  فعلم أنها بالداخل  ,  فقال:

- سأتحدث اليكِ  , واعلم أنكِ غاضبه   ولا يهمني ان  تبادلتِ معي الحديث  ...المهم  لكِ أن تعلمي   شيء واحد  ..ولا  أعرف  ان  كنتِ  تصدقين أولا   ولكن الله وحده  يعلم ... 
أميمه  اني أحبك!

نعم أحبك وأنا أقولها بعقلي ووجداني  ,  صدقتي أم  لا فتلك حقيقه  ...  ففي كل  سفرياتي  كان  بالي مشغولاً بك  , وكنت أطمئن عليكِ  عبر الهاتف  وأوصي  أمي أن لا تقول لك أنيسألت  عنكِ  ولكن...حتى تصدقينني  فاني سأثبت لكِ...

شعر بالتعب وهو  يقف  فأشعل النور ,  فرجفت هي واحكمت الباب  على نفسها   ,  الذي راااح  هو يتربع على السرير  قائلاً:
-  سآخذك  غداً من يدك  ...  فأعلم أنكِ لا تحبينني...  الى بيت أهلك وليكون  هذا  عربون محبتي لكِ  أريد أن أراك ِ  مرتاحه وسعيدة.

- سحقاً   ...  صرخت هي.
- أأسمع شيئاً  ماذا قلتِ؟

لم ترد عليه اجابه   فقال   :
- لكِ  أن تسترخي فغداً , سأعطيكِ  حريتك.

ثم غادر الغرفه  وأبقى النور شاعلاً  وحين  شعرت  أن  لا حراك  بالمكان علمت  أنه غادر الغرفه  وهي التى كانت تظن أنها حيله جديدة منه  فخرجت من الحمام  تتفقد الغرفه  فوجدتها   فارغه  , فأغلقت  الباب عليها  وقالت:
- أووه  صدقاً   يتحدث؟!




36


فجلس مع امه يتحدثان  بشأنها  فقالت:
- أنا من  أتيت  بها الى هنا  ...  وعليّ تخليصك منها  بني..
نظر الى امه بغضب وقال:
- لا دخل لكِ   بها ...  واياكِ أن تقتربي منها   ...

ترك أمه التى فتحت فاها وهي ما زالت تنادي عليه   فطرق الباب  على أميمه  بلطف  شديد:
-  اميمه افتحي الباب.
  وهي صامته لا تريد عليه  وقد بدت وكأنها رجعت الى  شرنقة الصمت تلك   فهي تخفي أسراراً لا يبدو أنها تأتي في  صالحها البته.
وهو يعلم أنها  لن ترد عليه لتفتح الباب حتى  فقال:
- لا تخافي ...  واعلم أني أخطأت  افتحي الباب..
وأعلم  أنكِ  تسمعينني  الآن  فقط  ثقي بي...


بعد قليل  لم ينظر  الا ووجد  الباب  قد فُتح ..  فدخل ببطء  فوجد الغرفه مظلمه فاستغرب   فقال في نفسه  هي تخاف الظلام  فكيف  كانت تجلس فيه ..

35


 الذي  برغم   اعجابه  بها   وهي تمرح أمامه   كالطفله  وكعصفور شادي  انطلق ليشاهد   الربيع  في احد ايام الخريف  وحين تلبس احدى فساتينها  تبدو اكثر فتنه من قبل  والتى تبرز مفاتنها  , فينتفض  فؤاده  , وتلتهب جوارحه لا حتضانها   منع نفسه من ذلك في أكثر من مرّه حتى لا يجبرها على فعل شيء هي لا تريده ,أو بالأحرى هي قالت : أمهلني بعض الوقت .. ولكن الوقت  طااال  وهو   زادت غريزته   تجاهها  الأمر الذي  جعله لا يستطيع الانتظار اكثر  ,  وهي ما زالت على ارجوحتها كالطفله  ..اقترب منها  واوقف الارجوحه وهمّ باحتضانها الا انها ابعدته ولكنه اصر   فدفعته بقوة  فقال:
- كفاكِ الى متي؟

صغيرتي شعرت بالذعر , وهربت  فور  تسنت لها الفرصه  لذلك  وراحت الى غرفتها تستنجد بالأمان  في داخلها ,ولكنه  لحقها كالمجنون   وأخذ  يقرع الباب  بشده وهي تغلقه  عليها باحكام  شديد   حتى صرخت به أمه  :
-  تخلص منها بني...
وأخذ  يصرخ  , ويصرخ  حتى استطاعت امه أن تأخذه  بعيداً  وفور  ابتعاده استطاعت هي ان تلفظ أنفاسها المتعبه   ,   وتمسح دموعها  التى اغرقت وجهها   ...  
34


في هذا الصباح  قالت لها عمتها  أن  زوجها حدثها قبل قليل  أنه سيأتي غداً من سفره  ,  فقالت لها  :
-  كوني مستعده  لذك....  وحاذري  أستطيع   أن أزوجه  أفضل  بنات غزة   .

بدا  تهديداً  صريحاً  فهي لا تفكر سوى  بسعادة  ابنها  ... وحين  تجلس  صغيرتي بمفردها   تتساءل  :
-  أعتقد  أني  وجدت على  الدنيا بالخطأ,  كما أنني بالمكان الخطأ...

وحين تتذكر الغدّ  تشعر  بالغثيان  ولكنها تتساءل  لماذا يهمه أمره  , فهي لا تخاف  تهديدات أمه واذا نظرت الى  توصيات  أمها تكون  في موضع التضحيه  ولكنها  تشعر بالشفقه  حياله  لا لا  أعلم  أني مخطئه  بوجودي بجانبه فهي لا تنكر  أن يتحملها  واذا  كان هذا  تقييمها  بعد  شهرين من الآن  فسنجد الآتي يخبرنا بأن:

" أميمه  لم تستطع التأقلم   ,   ولا تستطيع أن تعاند  شعورها الداخلي  بابراز  عكس ما تشعر   ...  وقد قابلت  زوجها بالرفض   ونالت من غضب عمتها   ما تستطيع  أن تتمنى الموت على العيش هنا دقيقه واحدة , تبين  لسعدي  أنها  لا تعاند وانما هي لا تستطيع  ...

33

رغم أن  صغيرتي  لا تعرف ما الدلال  الا أنها   بدت كذلك...  واصلت أميمه  واجباتها   في البيت ولكن أشارت اليها  عمتها   في اكثر من مرة  أن تنتبه  الى  لباسها   وأن  تحرص على أن  تكون رائحتها   ذكيه  ...  فالرجل لا يحب الى أن يرى  امرأته  بكامل اناقتها رغم انشغالها الشديد  ... 

لم تقصد عمتها  أنها غير مرتبه   ...  فالوقوف  أمام المرآة  كانت احدى  هوايات  صغيرتي الأبديه  ولكنها شاءت أن تذكرها  أنها امرأة وليست  طفله لذا  عليها المحافظه على سلوكها امام زوجها  ...

أمه  تشعر بالضيق  ,  كونها هي من اختارتها عروساً لابنها  ولكنها تحاول التعب عليها حتى  لا  تجد  نفسها  أمام ابنها  لا تفعل شيئاً  فتتوه هي في صراعات لا تنتهي...

تبهرني جداً  علاقة الأم بابنها  وتروق لي ,  فكم لاقت أميمه  صعوبه في اجتياز   هذه  الغيرة التى تملكتها  ايزاء علاقتهما   ولكنها غبطه على الرجح فهي مرتاحة كونها ترى الصورة أمامها  دون أن تكون فيها  ربما يوماً ما.


32

وجاء الليل  بسواده الداكن وهذا الكهرباء  تحافظ على موعدها  فقد  كانت ليله معتمه   التى راحت  فيه  صغيرتي تتفقد أمها  كانت تتفقدها أمها  بالمثل  فجلستا  في غرفتها  وأخذتا  يتحدثان  طويلاً  حتى انتصف  الليل  الذي كان فيه اباها مغتاظاً  ويأكله الفضول  عمن يتهامسان وماذا يقولان...

أمها امرأة  ذكيه جداً  لم تشأ لابنتها  أن تضل طويلاً  عندها  ففي الصباح  وعلى الساعة العاشرة كانت أميمه قد وصلت بيت زوجها ..وعرفت أنه مسافر   لذا فكرت   بأن تكون  أكثر وعياً من قبل  أقصد من قبل اسبوع  .. فهو لم يأكل من يدها  بعد...

قبل ذلك عليها تصحيح الأمر مع عمتها التى واصلت غضبها ولا تثق  بكون أميمه  ستنجح  وكم تؤنب نفسها  وتندم على اليوم الذي ذهبت  فيه لخطبتها ...

وتوصيات الأم ترافق الابنه  خصوصاً  في  الشهور الأولى  لزواجها  ...   فقدمت هديه لعمتها وقالت:
- سأساعدك بالطبخ  والكي والغسل...   

" يبدو أن  أمها   أوصيتها وتكلمت معها أخيراً  في واجباتها  ...  هكذا تحدثت عمتها  في نفسها  ..ولكنها لم تشأ أن تكون لينه   معها   فهي تبدو  مدلله  زيادة   فالدلال  لا جتنابه وللسيطره  عليه   يجب أن يوازيه عقوبه   ... 

31

بالفعل بعد  قليل  أتي أباها وحين رآها وكأن   شبح الساديه  التى لديه ولدت من جديد :
- ابنتي..  واقترب منها يحتضنها  غير أنها  كانت باردة معه  فاستطاعت التملص  منه   ... فما زالت تراه  غريباً  فهي لا تريد  أن ينتبه  أحد الى تلك العلاقه  الغريبه  بينهما  ...  ولكن على من تضحكين أميمه  فيبدو أن الجميع  ينتبه  وأباها شعر  بفتور   فقال لها هامساً:
- كيف حال زوجك  , وقد  أخفى  ابتسامه  خبيثه .
-  هو بخير...  قالتها وهي لا تنظر اليه .

وراحت  كالطفله   تشتاق الى اخوتها   وتتفقد  غرفتها   وتلك الحديقه  الجميله  التى كانت فيها أرجوحتها   التى  صنعتها  بنفسها ولكنها لا تجدها  فلما سألت عنها  قالوا  لها:
- أبي تخلص منها.

" لماذا  يكرهني الى هذا الحدّ  ,  حتى أرجوحتي لم تنجو  منه  ,,,, هكذا حدثت نفسها  فقالت:
- اممم  , لا بأس  صنعت  واحده  في بيتي الجديد .

فضحكوا عليها اخوتها فهي ما زالت تتمسك بروحها المرحه رغم  تغير حياتها جذرياً  .
30

بدت  وكأن  أمها  تفهم وتعي   ما تريد  قوله أميمه  ولكن  أميمه  ما زالت تخفي   شيئاً  عن أمها   ولا تريدها أن تعرف  على الأقل  لا تريدها أن تعرف منها هي  حتى لا  تكرهها  فتفقد حنان أمها  .

فقالت  :
- على وعدي أمي  سأفعل هذا من أجلك.
- افعليه من أجلكِ ابنتي.
-تعرفين أنني  لا أستطيع تحمل المسؤوليه  ...
- وتعرفين  أن  وضعك  سيزداد  سوء  اذا  رجعتِ الى هذا البيت ..

تأملت  كلمات أمها الخيرة وبدت واضحه  جداً  أن أمها تعلم  ولكنها   حاولت تشتيت ذهنها  فكيف لا لا هي لا تدري...
- أميمه..
-  نعم ,أمي..
- سأقول أنكِ  في زيارة الينا   ...  بعد  قليل  سيأتي  أباكِ  واخوتك .

اوووف  هذا ما لا تتمناه  صغيرتي  في هذا الوقت بالتحديد   أن تواجه أباها   وعجبتها  فكرة أنها في زيارة والا  سيقول  ::
وااااو  الفاشله هنا...

بالفعل بعد  قليل  أتي أباها وحين رآها وكأن   شبح الساديه  التى لديه ولدت من جديد :
- ابنتي..  واقترب منها يحتضنها  غير أنها  كانت باردة معه  فاستطاعت التملص  منه   ... فما زالت تراه  غريباً  فهي لا تريد  أن ينتبه  أحد الى تلك العلاقه  الغريبه  بينهما  ...  ولكن على من تضحكين أميمه  فيبدو أن الجميع  ينتبه  وأباها شعر  بفتور   فقال لها هامساً:
- كيف حال زوجك  , وقد  أخفى  ابتسامه  خبيثه .
-  هو بخير...  قالتها وهي لا تنظر اليه .
29

استطاعت أم أميمه أن  تقنع  أم  سعدي  أن  تعطيها  وقتاً  لتتحدث الى ابنتها  بهذا  الشأن   وما ان غادرت  حتى   راااحت  الى غرفت أميمه  تناديها  بغضب  مغلقه  البا ب  خلفها   فقالت:
- أأنتِ  بعقلك  ...أتريدين أن  نصبح  علكه  في ألسنه الناس  .
- الناس  لا  يهمونني  بشيء ..

فما كان من أمها  سوى  توبيخها  وضربتها  وانهالت عليها بالضرب  وبعد  قليل  ذرفت أمها دموعها العصيه التى وجدت رأفه  في قلب  صغيرتي فقالت:

- سأحاول  تصحيح ما اقترفتمووه  بذنب  فقط  لأجلك أمي!
تلك  الكلمات  أثلجت  صدر أمها  التى  راحت  تطبطب  على كتف ابنتها  وقالت:
-  صدقيني , أنت ِ اليوم تجدين  نفسك  في  مشكله  وغداً  ستعرفين  أن خيراً كثيراً  ينتظرك ..


فلم تعرف  صغيرتي لماذا سألت أمها  هذا السؤال 
- أتشعرين بي أمي؟
-  بالطبع  , وأعلم أن أباكِ  لا يحسن معاملتك  وأنتِ  التى انتظرتيه  بفارغ الصبر حين كان  حبيساً   في  سجون أعدائنا.

28

بعد  قليل   استطاعت اميمه أن تكون  جاهزة  ...  فاصطحبتها عمتها الى بيت أهلها  وما ان  وصلتا  حتى   قرأت أمها  في وجه   عمتها الغضب  بل والغضب الشديد ...
ولكنها مشتاقه الى ابنتها التى لم ترها منذ أن  تزوجت  فقالت:
- ابنتي , اشتقتُ  اليكِ...
وبقيت  أميمه  صامته  باردة العناق  مع أمها...
أشارت عمتها بان تدخل الى الداخل   لتتحدث الى أمها  التى بدت مذعورة ..
ودار نقاش  عنيف  ابدأت  فيه  بعبارة :
-  خدعتني  , وقد  وثقتُ  بكِ.
- لماذا تقولي ذلك.
- لأن  أجبرتي ابنتك   على الزواج بابني...
- ماذا ؟
- نعم  , وابني من سيدفع الثمن  اليس كذلك؟

فكرت أمها  ماذا  فعلت ؟  وماذا تراها  تفكر  فقالت:
-  أحضرت  ابنتي لا تريدينها  ..
-  ابنتك  لم تستطع  أن تعطي ابني  شيئاً  ...أعني  ابسط حقوقه .

انصدمت أمها  ولم تتوقع من أميمه  ذلك  ولكنها  فكرت  ماذا   سيحدث  بعد  قليل اذا علم أباها  بذلك  فهو هددها   أنه سيقتلها   هذا غير كلام الناس   ..
- ولكن ابنتي لم تمض  اسبوع  واحد   ...  
- وماذنب ابني..؟

27

في الوقت الذي كانت تستفيق  فيه أميمه  التى لا تعي  ما هي المسؤوليه الحقيقه  ولا حتى معناها السطحي ,  فقد التزمت  بما اعتادت عليه   وهي عزباء  وكأنها بالفعل لم تتزوج   ...

ولكنها  توقن في قرارة  نفسها   أن   وجودها في هذا المكان  يتطلب منها الكثير وبما أنها  ليست  راغبه   بهذا  الزواج وقد أجبروها أهلها  فاذن  لا داعي من الخوف اذا  هي فقدت  مكانها  في هذا البيت  ..  لزمت الصمت  ولم تفكر حتى في أن تسأل عن زوجها حتى   ,  فلزمت غرفتها  ولم تطل ما ان كان  يحتاج البيت الى ترتيب  الى أن انتبهت على طرق الباب   عليها   وقد  كانت بكامل الفوضى  فلم  تستطيع ايجاد  ربطة  شعرها   حتى   تستقبل من ع الباب...

- تفضل..
- أأنتِ ما زلتِ نائمه ؟   قالتها  عمتها  بشيء من الغضب.
-  صحيت  لتوي...
- أها  ....  وواصلت نظرات الغضب  ... لتوازيها  صغيرتي أميمه   بنظرات غير مفهومه  فبادرت عمتها  بالكلام وقالت:
-  سأمهلك  بعض الوقت  ...واياكِ  أن تكسبي الوقت.
نظرت  اميمه اليها   وكأنها لا تبالي لتهديدها   فقالت :
- يبدو  أن كلامي لا يعجبك ..
- نعم  لا يعجبني...
- اذن  عليكِ  بتوضيب  نفسك  سأصطحبك  الى  بيت أهلك.
انصدمت  اميمه  من هذا القرار المفاجيء  وهمت  بالامساك بها ولكنها  كانت حازمه  هذه المرة   ....
26

وحين  رجع  سعدي  توقع أن تفعل أمه  الكثير لأجله  الا أنه  صُدم  حين قالت له:
- عليك بالصبر عليها بني..
نظر بغضب الى  أمه  وقال:
-  عرفتي السبب؟
- حاول  أن تعرف  بنفسك بني..
-  لن أسامحك  أمي على هذه  الورطه...سأسافر غداً...
-  لم  تخبرني قبل ذلك..
- ولن أفعل بعد  ذلك..

بدا  سعدي  غاضباً  جداً  مما يحدث له  فليس  سهلاً  على رجل  مثله أن  يتحمل  هذا   خصوصاً  وأنه يشكل له احراجاً  كبيراً   ولكنه  لا يستطيع   أن يأخذ  بقرار   الطلاق  لأمران  خوفاً عليها  ,  وخوفاً على عمله ,  فهي بلاشك    استعجل في زواجه  هذا  حتى  لا يخسر عقد  عمل مهم بالنسبة اليه ..

سافر سعدي في صباح اليوم التالي  دون أن يتكلم مع أميمه  فهو   ما زال غاضباً الى  حد   أنه لا يستطيع رؤيتها   ولكنه  استطاع الاطمئنان عليها   وهي نائمه   ,  فهو  يعلم  كم هي مكسورة الجناح   وليس لها  ذنب ...

أخذت أمه  قسطاً من الراحه التى  حاولت التفكير في حل جذري  لأمر ابنها فهي بلاشك  قالت:
-  لقد خُدعت في هذا  الزواج  ...   لن تمر سهلاً  ان لم تنقذ أميمه الموقف.

25

عصرت يداها  من الغضب والضيق  ماذا  ستفعل وماذا  ستقول لابنها حين  يعود   وكيف   ستعامل أهلها على ما فعلوا  الا أنها  قالت لها :
-  استرخي  ابنتي  ,  الذنب ذنب أهلك.
الا أن أميمه استوقفتها قائله  :
-  لا أريد العودة هناك..
- هناك,أين؟
-  بيت أهلي...
- ولما؟
- لأنهم  سيقتلوني اذا عدت...
- هم قالوا  لكِ هذا ...
هزت برأسها بالايجاب وهمت  عمتها بالانصراف التى بدت  حكيمه  في تفهم الأمر  ومسكتها من ذراعها  قائله :
-  أمهلوني بعض الوقت ..
- كيف ؟
- أنا أحاول التأقلم  فقط..
كانت هذه حيله من أميمه   حتى لا  تواجه   ما قد  تواجهه  هناك  وتتسبب   بكارثه  حقيقه  لأهلها ...  وهي تدرك  تماماً ن لس بيدها  حيله  تعطيه لزوجها  ولكنها تريد  كسب  مزيد من الوقت ...

- ولكني    لا أعرف  ماذا  سأقول لابني  ..
- قولي  له  أني أريد   بعض الوقت ..
- الرجال  يا ابنتي   يعتبرون هذا الشيء اذا تأخر عنهم   اهانه  حقيقيه  لرجولتهم  ...

نظرت اليها  وكأنها تستطعطفها   ..  فقالت :
-  على  أي  حال   سأفعل , ولكن حاولي  أن  لا تأخذي وقتاً طويلا...

الثلاثاء، 30 أكتوبر 2012

24

نظرت اليه  وقالت :
- ما بها  بني...  ربما هي  ينقصها  بعض  السلوكيات  ولكنها  مؤدبه وعلى خلق  وأهلها ....   لم تكمل لأنه  قاطعها  قائلاً:
-  أمي هي طفله ...  لا تعرف  شيء ..
نظرت الى ابنها  بغرابه وقالت:
- ماذا تقصد ...
- ما فهمته  لتوك..
- أتعني أنك لم.......
- نعم أمي!




بلعت أمه الصدمه وقالت  معاتبه  :
- ولماذا لم تقل لي....وانتظرت اسبوعاً  كاملا..
- كنت أظنها   مشكله مؤقته  وسأتفاداها ..ولكنها  لا تبدو هكذا ..

حاولت   تهدئته وقالت:
- لا عليك بني  .. اخرج  الآن مع اصدقائك وحين  تعود  أكون  قد  سويت الأمر  ... 
بالفعل  خرج  هو  ليلاقي أصدقائه   ,  بينما  ذهبت أمه اليها  فقالت:
-  ما بك  أميمه ؟
نظرت اليها   ولم ترد  جواباً  ....
-  أمعقول  , أن أمك  ....  فقاطعتها وقالت:
- لا  تتحدثي عن أمي  لا اريد  سماع  كلمة واحده عنها  ..
- ولكني لا أهينها  ...
- أعرف  ,  وانا  لا أريد  أن أتعرف اليها ...
صدمت عمتها لما تسمعه  فقالت:
-أأجبروك ِ ابنتي..
نظرت اليها   ,  وقد  وجدت عمتها  صعوبه في التنفس فكيف لم تلاحظ  هذا  ...
23

نظرت اليه   ,  وما زالت تواصل  نظراتها اليه  الى أن اقترب  يتودد اليها الا أنها  صرخت به  " ابتعد."

أثارت غضبه   فقد  مضى  اسبوعاً  كاملاً  على زواجه  وهو لم يدخل بها  الأمر الذي لم  يستطع أن  يقوله حتى لأمه  فأبقاه  سراً  وظن  أن هذه  حاله مؤقته ولكنها لا تبدو هكذا بالمرة.

- لن أجبرك  على شيء  ..ولكن تذكري  ان   استمرت هذه  الحاله بك  سآخذ  قراري  فأنتِ لا تلزمينني.

نظرت اليه  وكأنها لا تبالي الى كلامه  ,  فخرج  مغتاظاً  يشعر بالضيق  فجلس في الهواء الطلق  يفكر  ماذا يفعل بها  أو ماذا  سيقرر   بشأنها  ...

" تبدو  ودودة ومدلله  ,  ومرحه  ولكن لماذا  يتوقف احساسها  معه  ولماذا  ترفضه  وكأنه  عدوها  ... ثم  خطرت في باله  فكرة  سيذهب ليتحدث الى أمه   رغم أنه  يجزم أن أمه  ستشعر بالصدمه ولكنه  لن  يترك الخيارات  التى أمامه  .... فذهب..

حين  جلس  بجوار  أمه  شعرت  أمه  بضيقه  فقالت:
-  ما الذي  يضايقك ؟
نظر اليها بغضب وقال:
- ترى من أين جئتِ  لي  بهذه العروسه ..
22
فعلم أنها لا تريد التحدث بهذا الأمر  ...  فقال لها   :
- غيري  ثيابك  بسرعه  قبل  أن ألتهم الطعام  كله  ...

وتركها  وهو  حائر   ما كل هذا الغموض  وماذا تخفي  في قلبها , وعيناها السوداوين  تلك  تحتاج  الى   من يسمعها طويلاً.

نزلت بعد  قليل  بثياب عاديه  وبدت وكأنها عادت الى  شرنقة الصمت تلك   فقد  لا حظ  سعدي انها لا تبدأ الكلام  أبداً  الا اذا هو تحدث اليها  وأحياناً  كثيرة لا ترد عليه   ويظنها لا تسمع جيداً  ولكنه  يكتشف  في اخر الامر انها  يقظه لما يحدث  حولها  ودااار  سؤال مهم في رأٍسه سؤال  " هل هي  ضعيفه الى هذا الحد أم أنها تدّعي  ذلك؟!"

وترى هل يجرؤ   سعدي  على طرح هذا السؤال عليها وماذا  سيكون ردة  فعلها   بالطبع هي لن تجيه  ولكنه  ذكي كفايه  ليكتشف الأمر بنفسه .


ومرّ  يوم تلو  يوم  وهو كلما حاول الاقتراب منها هي ابتعدت حتى قال لها :
-  ع  فكرة أنا  زوجك ...

 

الاثنين، 29 أكتوبر 2012

21

-  لا  ,  لم يأتِ أحدهم  ...
-  ما السبب  ؟

من العادات  أن تأتي أمها وأخواتها  صباحية  زفافها  ولكن  لم يأتِ  أحدهم  هذا  الشيء  أثار  تساؤل  سعدي   ولكنه لم  يفكر  بذلك  بقدر ما فكر بتلك  المجنونه  والتى  بدت وكأنها غريبه الأطوااار  .

طرق  الباب   عليها   ,   ودخل  فرآها وقد  غرقت في النوم  وما زالت ترتدي   ثوبها الوردي  ...  فقال لها :
-  لا تنامي  ,  العشاء  بانتظارك  ..
-  ولكنني نمت..

-  هههههههه  وهل النائم  يتكلم  ..

فتحت عيناها ونظرت اليه  وقالت:

- أتعلم  بم أشعر...؟
- بم؟
-بأنني أميرة  ...

-أ نتِ  بالفعل  أميرة  ..

ولكنها   شردت بفكرها  بعيداً  ولكنه  شوش  عليها  شرودها وقال:
-  أين سرحتِ؟
- في أبي...
- لماذا دوماً لا  يفارق  بالك؟
-  لو  رآني بهذا الثوب  لمنعني ارتداؤه  ...
- لماذا؟  .......قالها  في  صدمه ..
ولكنها  انتبهت  وقالت :
-  أنا جائعه  ..

20

الأمر الغريب   أن أمه  كانت تضحك معها  فقالت:
-  سأعلمك  قواعد   استقبال  الضيوف   , فهذا كان  غباء مني...

أمه لا تحب افساد فرحته  خصوصاً  هي من اختارتها لتكون عروسه  ,  وقد  فكرت ربما تكون هذه غلطتها  من البدايه   ..
نظر  اليها وقال  :
-  تبدين  رائعه  .. ويبدو أنكِ   لا  تأتين  سوى بالتهديد  ...

ولكنه انتبه أنها  سعيدة وتساءل  لماذا  تضحك وقد بدت له هذه أول مرة   فلم يشأ  أن يعكر  مزاجها   , فما زال   ينظر اليها   وهي تتراقص على السلالم  تطلع  قاصدة غرفتها فسأل  أمه :
-  ما الذي  غيرها فجأة...
- لن تصدق  بني!
-  ماذا ؟
- كانت تلعب مع الأطفال  وتركت  لي  مهمة   الكلام مع الضيوف   ..ولكنهم   قالوا لي  نهنئك   بكنتك الجديدة  ما ان  سمعت تلك الكلمات  حتى راااح  غيظي منها .

شرد  سعدي   بفكره  قليلاً   ولكن  قاطعته  أمه  قائله  :
- استعجلها  بني ...  لنتعشى الليله   سوياً 
- لماذا تبدو لي غريبه  ...
-  ههههه  وأنا كذلك  أراها  غريبه ..
- أأتى أحداً  من أهلها اليوم ؟
19

بدت حماتها أكثر اشراقه من قبل  ,  فلا يبدو أن  صغيرتي بكل هذه الحماقه  فقد استطاعت رغم  قلة خبرتها أن تصحح الموقف  ولكن كانت السيدة  قد غادرت    ...  الأمر الغريب الذي  حدث  أن   أميمه  لجأت لتلعب مع الصغاار   بكل طفوليه  ونسيت حقيقه أنها  سيدة البيت  ...

أما  سعدي  فقد  بدا متفآجأ  حين غادر الضيوف  وقد  قالوا  له :
-  ان عروستك احدى أميرات  هذا الكون  النادرة .

 سمع هذه العبارة من سيدة  يقدرها كثيراً  وكانت لها نظره ثاقبه   على رأيها بالناس , استغرب  وقال :
-لابد أنها تجاملني ...

ولكن  وبعد مغادرة الضيوف   ,   دخل من الباب  فاذا  بها أميرة   في ثوبها الوردي أطلت وبجدائلها   السوداء  كانت أميرة حقيقيه   لا تشبه  تلك التى كانت ترتدي بنطالاً  وبلوزة ... 

- واااااو  من أنتِ؟

18


- اسأل عروسك.....  قالتها السيدة  بشيء من الاستحقار  .
همّ  سعدي  بالضحك عليها   ولكنه   مسك  نفسه  ونظر الى زوجته اميمه   وقال لها :
-  اعتذري...
نظرت اليه   بشئ من العتاب   وكأنها تقول هي تهينني   وكيف أعتذر   وحين وجدها  تلوذ  بالصمت ولا تحرك  ساكناً  اعاد  جملته عليها وقال:
-  اعتذري  أميمه  ...
نظرت اليه  ثم  نظرت الى السيدة  وقالت:
- آسفه لم أقصد  ... وهرعت الى غرفتها  سريعاً  .

لحقها  سعدي  , بينما اهتمت  حماتها   بالضيوف   الذين انتبهوا على أن العروس  ليست عروساً  بل هي طفله  وتحتاج الى الكثير  لتكون عروساً حقيقيه  ..

أنّب  سعدي  أميمه  وقال  لها  أن   ترتدي  فستاناً  لائقاً  وتنزل لاستقبال  ضيوفها   بينا هو خرج  بعد  قليل   حتى لا يترك  ضيوفه الرجال  بالخارج   ..

بعد قليل   نزلت  صغيرتي بفستانها  الوردي  الذي بدت فيه  كأميرة في  قصص الكارتون الأمر الذي جعلهم  يفتحون  فاهم  فقالت:

- أعتذر من الجميع  على  تصرفي  فصدقاً  فهذه أول مرة أتزوج فيها  .




17

صغيرتي لا تفهم  ما الموضوع  الا  أنها   اكتفت  بأن تسمع  لتوعدها اليها وتهديداتها   لها  ,  فهذا  ثاني   شخص  يهددها  خلا ل  نهار واحد   ثم  قالت  لها  حماتها  ستقدمين  العصير  وأنا  سأقدم الضيافه   ...

وما ان  حملت  صغيرتي  الصينيه   ووصلت الى  الضيوف   حتى رأتهن   يضحكن عليها  بخبث  فلم  تصحو على نفسها  الا وقد أفسدت الأمر كله  وبرمته ,  فقد   غرقت احدى السيدات   بالعصير   فأحدثت  صراخاً  قائله :
-  تبدو لي متشرده  حقيقيه   ....

ويذكر أن تلك السيده بالذات  كانت تريد  سعدي  زوجاً  لأحد بناتها  فأحدثت جلبه وهذه  فرصتها  ...  طوال الوقت  لم  يكن  سعدي  يجلس  على راحته  فقد  بدا  قلقاً  على  أميمه التى  تخاف الناس  ولا  يبدو أنها تحسن  صنع  شيء واحد   في حياتها ...



فرأى السيده  تصرخ وتهين  أميمه   بكلماتها  الاذعه   وصغيرتي  لا تعيرها اهتماماً   فقال :
- ماذا حدث؟
16


- مرحبا  ..
وقد   كان يمليها  ما تقول  لهم   فأشارت  عليها حماتها بالجلوس بجانبها   بينما ذهب  هو  ليستقبل  الرجال بالخارج  ...
النظرات  حولها من كل مكان تأكلها وقد  شعرت بالقشعريرة   ,  وتشابكت يداها مع بعضهما وعيناها  في الأرض  وأخذوا يتأملونها   مجموعه من الفتيات والسيدات  وقد  لبست  بنطالاً  عادياً   , وبلوزة  برتقاليه    وبدت وكأنها  طفله  في الاعداديه  ...  وهناك  صوت  ضحك لا يفسر هي سمعته   و اغتاظت فهي متأكدة   من  كونها  أصبحت أضحوكتهم  في هذه اللحظات  الا انها لزمت  تحافظ  على جلستها   وصمتها  لا تريد الحديث معهم  ,  وهي بالأصح لا تعرف  ماذا تقول  ...

-  هي خجوله ....  قالتها حماتها  وقد رسمت  ابتسامه  صفراء  فأشارت عليها بأن تتبعا الى المطبخ  ...

وما ان  وصلتا الى المطبخ  حتى   قالت  لها :
- ألم تعلمك أمك  ماذا  ستلبسين   في أول يوم لكِ  هنا؟!
لم ترد عليها جواباً   الا انها  اكتفت بان  تنظر اليها   فقالت  حماتها  :
- حسابك معي   لاحقاً  ...

15

حتى قال لها وقد بدت  فكرة جيدة    ...- هاتي يدك  ولا تخافيهم..
لم تبدو الفكرة حسنه لدى صغيرتي أميمه  تلك الطفله الانطوائيه   ,   فهزت  برأسها بالنفي   , فصرخ بها  فانكمشت على نفسها  وقد وضعت  يداها على أذنيها حتى لا تسمع  صراخه ,  فبدت  الفكرة خاطئه   له   والناس بالاسفل   ينتظرون  ماذا سيفعل وماذا  سيقول  ولكي  يحفظ  ماء  وجهه   قال بهدوء:
-  أعتذر , واني آسف   , فمدّ  يده اليها وقال  :
- هيا  , لا تخافي  ...



رفعت  رأسها ببطء شديد  وهزت  رأسها بالنفي  ...  ولكنه  هزّ  رأسه  بأن تأتي معه   وكأنه يلعب لعبه مع  صغيرة  ظهرت في حياته  فجأة  ,  فالصدمه  سيتجرعها  لاحقاً   فلا وقت للشرود والتفكير والناس بالانتظار   ...
- أنت ِ جميله  , فلما تخجلين ؟!

فمدت  يدها اليه   ومسك بيدها بقوة   وخرجا من الباب  لاستقبال  من جاااء   ليهنئهم   بزفافهما   ... الا أن  سعدي  يحتفظ  بغيظه   بعيداً  عنها   حتى  لا   تحرجه  امام  جمع من الناس   والاقرباء  .
14

لا يعلم  سعدي ما الذي  ينتظره  لو قلت  حرباً  لربما استعد لها جيداً  ولكنه فعلاً  في ابتلاء حقيقي  قد  يستفز كل انسانيته  ولا تكفي  فهل  ينجح  فيه ؟ أم أنه  سيختار أبسط  الحلول  وهو الهرب .....  ويتركها تصارع  ويلاتها وصعابها وحيدة   ..

نزلت على السلالم  بعد وقت  قصير  بخطوات  متثاقله  وهي  لا تدري ما الذي  ينتظرها  بالأسفل   ... فوجدت جمع  من الناس  جعلها  تفر هاربه  حين رأتهم  , فاستوقفها زوجها سعدي...
- انتظري.... أهكذا  تستقبلين  ضيوفك  ؟!
غير أنها   لم تفكر سوى بالهرب   بعيداً واستمرت  بخطوات  سريعه   ذاهبه  الى  الغرفه  تقفل الباب  خلفها ,  ولكن  سعدي ما زال  يصرخ  عليها وهي لا تسمع   ...

وحين  فتح عليها الباب  رآها تجلس  مذعورة  وخائفه  استغرب عليها  ذلك وقال:
-  ما بك؟

-  اني أخاف  الناس!
قالتها  هامسه  ,  ففتح  سعدي فاااه  ثم  قفله  سريعاً   ليرفع احدى حاجبيه :
- نعم!   لم أسمع  ...

نظرت اليه  بخوف ولاذت بالصمت حلاً....,  حاول  الاستفسار  منها وقال:
-  ماذا سأقول للناس  ؟

الأحد، 28 أكتوبر 2012

13

وحين استيقظت من نومها  قالت:
- ماهذا المكان؟
..أخذت  تتتفقد  الغرفه  فلم تجد فيه أحداً  , فأسرعت الى الباب  تغلقه عليها بالمفتاح   , خلعت  ملابسها  وأخذت دوشاً   بارداً   في هذا الصباح  الذي  وصلت فيه الشمس كبد  السماء  , اعتادت أن تغني وهي  تلبس   ولكنها نسيت  نفسها وشعرت بالأمان  كون البا ب  مغلقاً  عليها   الا أن زوجها  سعدي  جاء وتفآجأ  من  كون الباب   مغلقاً  من الداخل ..
واذا به  يسمع  صوت غناؤها   فأخذ  يسترق السمع  فقال:
-  تلك مجنونه  حقاً!

بدا  سعدي  وكأنه  يستمتع  بما وهبه  له  ربه  من بلوة عظيمه  التى بدت وكأنها دميه حقيقيه  فطرق الباب  بأدب  :
-  اميمه  ..  الفطور  جاهز.
  - من بالباب؟
-  زوجك...
فقالت  بصوت  منخفض  وكانت قرب الباب  :
- أأنا تزوجت  متى؟
- أمس.....   قالها  بنفس  النبرة   وضحك   وقال :
- لا تتأخري..
12

- أتشعرين بالنعاس  :
-  نعم ...  وقد لاحظ أنها  تثاءبت أكثر من مرة  ولكنه يريد أن يعرف المزيد عنها  ..
فأشار عليها   أن  تنام  على السرير بينما ذهب هو  ليستلقي  على الأريكه  وحين أطفأ النور  ,  قالت له :
- اتركه  فأنا أخاف الظلام.

همس  سعدي في قرارة  نفسه  يقول " هذا يوم سعدي!" 
وأخذ هو  طوال الوقت  يُفكر  ما الذي  جاء بها اليه  ولماذا  هو استعجل في الزواج  ؟!

ولكنه  كان يريد  أن يتزوج  سريعاً  كونه   سيوقع   عقداً  ويشترط فيه  أن  يكون متزوجاً  ,  فأعطى  هذا الأمر لأمه لتتدبر  له فتاة من عائله  كريمه وذات  خلق   ولم  يكن لديه وقت  لاختيارها او حتى لرؤيتها  ..
ولكنه  اكتفى  بقول  أمه  :
- انها فتاة مؤدبه  وابنة عائله  .

كان كثير المشاغل يحب  السفر  والعمل  الطويل  ,   ولكنه حتماً  في ورطه حقيقيه اذا  تخلص منها   يكون فقد عقد مهم في حياته  ومن جهة أخرى يكون  قد تسبب  في الحكم  على تلك الفتاة   بالموت المؤبد  فرأيه المبدأي  يوحي بأنها  تعنفّت كثيراً من أباها .

أما قصة الضوء الشاعل  هذا فلعب دوراً  كبيراً  في أرقه فهو لا يستطيع  النوم  في النور ...
نهض  قبل الصبح بقليل   يتفقدها  فوجدها  غارقه  في نوم عميق  وكاد  يحسدها  على  نومها العميق هذا الا أنه  قال  هامساً:
- يبدو أني  رُزقت  بطفلة  صغيرة.

11

- ممن؟

لم تعرف ماذا تقول  ولكنها قالت:
-  لستُ  مستعدة  للزواج...

استغرب كيف تكلمه  وكأنه  عدوها  ,  فقد بدت  قاسيه  ولكنه  سألها مستفسراً  :
-  أتعنين ما تقولين  ؟
- نعم!
- اذن  لماذا  أنتِ هنا  ...
- بسبب  أبي .........

ففهم  أنها مجبورة لتكون هنا   فقال :
- ماذا   تريدين  ؟
- لاشيء...

فأخذ  سترته  وغااادر الغرفه   غاضباً  ,  بالفعل   صغيرتي  في ورطه ولكنه   عاااااد اليها  غاضباً  وكان وجهه  يشبه  وجه  أبيها  حين  يغضب منها   فما ان اقترب منها  حتى وضعت  يداها  على وجهها  تصرخ :

- لا لا تضربني  !!  لا لا تضربني  وسأفعل  ما تقوله لي!

تفآجأ   منها  وقال :
- أردتُ  أخذ   وسادتي   وغطائي  لأتركك  على راحتك.
وبدا  انه  غير رأيه  فقال لها  :
-  أأباكِ  يضربك  ..
فهزّت  رأسها  كالطفله   بالايجاب  ,  فاقترب  ولكنها  ابتعدت  فقال:
-  ما مشكلتك  ...

وجد نفسه  سعدي   وكأنه طبيب   نفسي  لطفلة  صغيرة في ليلة زفافه  فمضى الليل  يتحدث  اليها  فكلما اقترب  ليواسيها ابتعدت هي  فعلم أن لديها  مشكله حقيقيه   ...  فقال:
-  أأترك لكِ  الغرفه  لتكون لكِ وحدك  ...
فهزت رأٍسها بالنفي :- لا...


10
وجاءت  تلك  اللحظه  التى ارتبكت  فيها   صغيرتي    كثيراً وبدت  وكأنها  تتقدم الى الموت  بخطوات   ثابته  توشك على الانهيار  ولكن ما الذي  يجعلها   تصمد  أكثر؟!


قال لها  :  -  ما اسمك؟
نظرت  اليه  وهي  متفآجأه  ولم  ترد  عليه  اجابة...ثم

ضحك وقال  : - أمزح ! ولكني أردت  أن  أسمع  صوتك   ...
نظر اليها وهي ما زالت  صامته وبدأ  يشتعل غضباً  فقال:
-أأنتِ  خرساااء؟

هذا  لأنه  لم يتسنى  له فرصة  أن  يراها أو  يتحدث اليها   ولم  يسمع  صوتها  قبلاً  وكأن الأمر فيه  مؤامرة   من من ؟  لا نعرف بالتأكيد  ....ربما لاحقاً  ستتخلص  من  شرنقة الصمت   المستفز  ذلك   لتبوح بأسراراً   قد  يشيب الشعر عند  سماعها  ...

قالت :
-  لا , ولكنني  لا اريد التحدث اليك.

لا أعلم  لماذا بدت وكأنها مدلله   ولكنه   ضحك  وقال:
-  الله !  ما أجمل صوتك   وما أحلى  دلالك.
- ولكنني  لستُ  مدلله  ...
- سأدللك  ...
- لا أريد  ...
- لاتريدين ماذا؟
- الدلال ...
- اذن  الحب؟
صمتت  ولم ترد عليه  جواباً  , فأدرك أنه  ربما   ضايقها وقال :
- تناولي العشاء  ...
- لا أريد ..
استغرب  فلهجتها لا تدل على أنها تمزح معه  فقال:
-  أسمعتِ شيئاً  عني  , فغضبتِ؟
- ليس منك...
9

الناظر  الى الأمر  يجده   صعباً  ولكن طفلتي الصامته  قد تلقي بنفسها  الى التهلكة دون أن تصرخ  أو حتى  يفقدها أحدهم  ...  تمت مراسم  زفافها   وانتهت  بسرعه بالنسبة لها  والتى كانت تشبه   بمراسم الدفن   حقيقه  .
كانت  عيناها  معلقه على أباها  تنظر اليه  كيف   يرمقها  بنظره   ساخرة  واستهزاااء   بها  وكأنه   يتحداها   في أن تستمر  ويشير اليها أنه  عقاباً  بحكم الاعدام   صغيرتي ...


" لو أملك أن أخلّص    العالم  من الظلا ّم  أمثالكـ   لما ترددت  لحظه   ..أقسم "   ........قالتها  هامسه  وسط  ضجيج  الطبول  والزغاريد  التى لا تروق   لها  بالمطلق  . 
" وهو  من  وضعني  هنا"   .....  جملة  همسات  تشبه الصراخ  المخمود  ان خرج  فضح الكثير ونظرة أباها  تلك  التى تقول :  " لا تستطيعين  فعل   شيء"  .


لا أصدق  كيف  لأب  أن   يفعل بابنته  هذا  وهو   يعلم  أن  زواجها لن   ينجح ولكن لماذا  يريدها   أن  تتزوج  وهو  يجزم  أنها  ستفشل   الاجابه  لدى  صغيرتي  التى  تطيل  الصمت بداخل   جدران  رووووحها   المعذبه .
8

لم تمضي  أياماً  قليله وتم الخلاص منها  أقصد  زفافها  المفاجيء الغير مفسّر  فهل يا  ترى  ترى  جديداً   في الأمر حتى تجد  زوجها  يشبه أباها  تماماً   ... والعجيب  في الأمر  أن حظها  عاثر مع الرجال  فقصتها القديمه تلك   مع  عمها  التى احتفظت  بها  لنفسها  وقالت:
-  ما ان  يخرج أبي من السجن  حتى   يحميني منه.

فدخلت صغيرتي   في  صراااع   مخيف    مع اباها الذي كان  يستمتع  بضعفها   وينعتها  دوماً   بالفاشله  وينهال عليها  بالضرب  في أٌقرب  فرص  مهيأة له .


استغربت  صغيرتي التى أصبحت عروساً الآن   لماذا  لم  يتم  تزويج   احدى اخواتها  وهن  أذكى وأجمل   منها  هكذا  رسمت استفهاماً   في مخيلتها   ثم أنها  تعاني  من انطوائيتها  وحب الجلوس  لوحدها  فكيف  لها   أن تتحمل  أن  تعيش  بداخل عائله غريبه لا  بل وتؤسس  عائلتها  الخاصه  بها  ضحكت   ساخرة وقالت:
-  اليوم  أنا عروس   وغداً سأعود  الى   بيت  أبي!

أحياناً تتمتع  أميمه  الطفله الصامته   بروح الفكاهة  ربما لم  يكتشف هذا الأمر  سوى قليلون   الأمر  الذي   يجعلهم في كل مرة يتعرفون عليها من جديد  وكل  ما كان  يشغل  صغيرتي في هذا الوقت كيف ستتعامل  مع  أحدهم هذه الليله   والذي  سموووه زوجي....!!!

 
7

نظرت اليه نظرة تحدي وقالت  تضمر في نفسها  :  " يا لوقاحتك !"

أترى أيحمل الأمر  سراً   بينهما  ؟!  أم أنه توافق   وانسجام   في  حدّة الكره تلك  التى  استمرت  طويلاً  فكرهت أباها  دون  أن تصرح  بذلك  وهو بالمثل.
تمنت  حقاً  أن يعتقل من جديد  حتى ينال عقاباً أشد  وهذه المرة انتقاماً وانصافاً  لروحها  والغريب  في الأمر  أنه يدلل  جميع اخوتها الا هي  فما السبب ؟  أم تراه تناغم  سلبي  ولد  بينهما  ولماذا يشفق  على من تقدم  لخطبتها  وترى  هل  يخفي   شيئاً  وراء تعجيله  بزفافها  !
فتحت هي فاها   وحاولت  المراوغه  ولجأت لأمها  احميني أماه فلا أريد الزواج  فما زلتُ  صغيرة  فصرخت أمها  فيها  وقالت:
-  أصبح  عمرك  في الثامن  عشر  فلم تعدي   صغيرة .
التفتت   صغيرتي  الى الخلف  فسقطت  دمعه حزينه  من أمها التى بدت  متفهمه  أن  هذا الزواج  لم يأتِ منصفاً  لها وانما للخلاص منها   ولكنها  مازالت  تجهل السبب  فما السبب   صغيرتي الصامته؟!
6

لم تمضي بضع  سنين  وما زالت  صغيرتي   تنظر الى أباها  وكأنه غريب  لماذا لا تشعر بأنه  أباها , أمانها  , ومن يمدها  بالحنان   بعكس اخوتها  الذين وجدوا   منه  الأب الكثير الدلال  لهم...
والأمر المفاجيء أن  أباها  يشعر ذات الشعور فهي أحست بذلك  وأفعالهم  وطريقة  التعامل  بين  صغيرتي   وأباها لم تكن  ودودة  بالمطلق  ,  فتذكر فيما كانت تتذكر  أنه  ينعتها  بعدة   صفات   البعض منها   هي تصدقها والبعض الأخر  احتارت  كيف  لها أن تكون  فيها  ,  فوصفها بالسلبيه  ,   وحب الذات  الأنانيه  وكان   دوماً  يكرر  كلمة الفشل أمامها  وأن لا أحد سينظر في وجهها  ولسان حالها  تقول/:"أأنت  يا أبي خرجت  وكنت أنتظرك  سنين  طوااال   لتحميني   أم  لتأسرني في حزمة من الخوف لا استطيع الخلاص  منها  !"

وكان   يصر على  أنها   غير ودودة   ولكنه لم يحاول مرة التقرب منها   منها   ولو  قليلاً   وانما كان يحب أن  يراها  مهزومه أمامه  ,  ضعيفه  وتحتاجه ...كان أمراً  ملفتاً   حتى دعتها أختها   للجلوس  معه   في جلسه  جماعيه  ذات  أمسيه   حتى همست  في  نفسها  قائله :  " لماذا  أشعر أني منافقه!"
لم تتخلص  صغيرتي  من هذا الاحساس  الا  أنها فوجئت  بتحديد   زفافها   وبدلاً من أن يباركها  أباها  نظر اليها  ساخراً  :  لا أدري ما الذي  يجبرني  على  أن أعطيكِ اياه  , أشفق عليه كم  سيعاني!"

الجمعة، 26 أكتوبر 2012

5


تفآجأت صغيرتي من ردة فعل أمها حين قالت لها :
- لا تتلفظي بذلك لأحدهم .
وسألتها عما  اذا قام  بلمسها  فقالت الطفله  :
- لا ياأمي  لم يمسني...
ولكن صغيرتي مع مرور السنين  لم تنس ما حدث الا أن هناك سؤال  يضل يلح عليها  :
- لماذا لم تقوم أمي بفحصي  وهل صدقتني   حين أجبتها بالنفي؟!

ولم تنس ردود أفعالهم  بدلاً  من الدفاع  عنها وحمايتها   حملوها المسوؤليه  كامله وكأنها هي من أخطأت  , بعد ذلك  لم تتكرر  أي محاوله معها الأمر الذي جعلها تفكر لربما أمها تفاهمت مع عمها  بطريقه هادئه وحذرته  ألا يفعل ذلك  مرة أخرى.

أصبحت طفلتي في سن ال9   وخرج أبيها  من السجن  وفرحت كثيراً  رغم أنها لم تشعر بكونها أبيها بل شعرت بأنه غريب عنها  ولكنها  كانت  ممتنه له كونه  نقلها من تلك المدرسه البعيدة الى مدرسه أقرب   , وتحسنت  حالتها النفسيه  وأصبحت من الطالبات المجتهدات   رغم ذلك لم تتخلص من كونها انطوائيه  وصامته .

الجمعة، 5 أكتوبر 2012

4
وحين حدثت  أختها وسألتها عن تفاصيل  الحكايه   ما الذي  حدث بالضبط؟

فكرت بكل براءة  والخوف يعتريها :
-  لا لا يا أختي..
وكانت طفلتي تتحدث بصدق ولم تعي ماذا حدث وهي مازالت  تائهة , حائرة  , مقهورة , حتى صرخت  أختها ..
- أمجنونة أنتِ ...أووه  الحمد لله !

خافت أكثر وقالت :
- هو عمي...
قاطعتها وقالت وهي تصرخ :
-  ولكنه وحش ومثل هذه الأفعال  لا أحد  تعرفينه حتى لو كان أباكِ لا تسمحين له بذلك.
قالت تدافع عن نفسها :
- لم أسمح له بشيء هو فقط حاول أن يريني شيئاً ....
ويا لقذارته  بعد كل محاوله معها  ... كان يعطيها دميه  صغيرة وكان يعرف أنها تحب الكرات البلويه  التى كانت تقتنيها ليعطيها اليها  قائلاً لها :
-  لاتقولي شيئاً  .....
وهو يعلم أنها تخاف  وتظل صامته  ولكن لاحساس بداخلها جعلتها تلفظ  تك القذارة  وباحت بمليء فمها ....لأختها الكبرى التى أسرعت  الى أمها وخالتها  وروت لهما القصة كلها ..وفي هذا الوقت كان ما يزال أبيها في الأسر   في سجون الاحتلال الصهيوني .

3
واليوم الذي لا يأتي فيه كانت تحزن كثيراً كون الطريق شاق على طفلة في مثل سنها , وظلّت طفلتي الصامته كمن لجم فمها أحدهم بنار ستلسعها كلما همّت بفتحه  الأمر الذي لفت أنظار الجميع اليها والعجيب في الأمر أن لديها عالمها الخاص الثائر بداخل  صمتها الرهيب واعتادت الهرب من الناس لتجلس في زوايا احدى الغرف في البيوت الكبيرة.



آنذاك كان لديها عم ظنتّه أخ أبيها ولكنها لم تدرك ما كان يريد أن يأخذه منها , فقد روت أن في احدى   الامسيات وكانت الأفق تلتهم الشمس بطريقه بطيئه وكأنها تستطعمها ...
- أميمه!  اذهبي لاحضار الماء.

فكّرت طفلتي ببراءة ربما أراد شرب الماء ولكنها وقفت غير بعيده وكأن احساسها كان يحدثها " انتبهي هو لا يريد  الماء."
حتى استطاع أن يصل الى تلك الطفله ودخلا في كوخ صغير لجدتها وأخذ يداعب الطفله وصغيرتي لا تدري ما الذي يحدث معها غير أنها شعرت بمرارة فظيعه تقول لها "  احترسي , احترسي"
2
-  نعم  رموني بالحجارة  ,,  تأففت الأم وقال  : يارب  سترك!


غير أن الغموض  يعتري صغيرتي هي الآن في سن الثامنه لا شيء يهمها سوى أن تلعب ولا يهم ان لعبت مع أحدهم دوماً تنظر اليهم بصمت تريد أن تلعب ولا أحد يناديها !

عجباً لدنيا نتمنى فيها ولا نأخذ سوى قسطاً وفيراً من الألم وان أخذنا لا نعطى الا أضعافاً مضاعفه تُرى هل طفلتي تعي هذ؟!
كانت تذهب الى المدرسه لاتعي ما الذي يحدث وكل تلك الزحامات حولها وكأنها تجرعت  جرعة من الخمر أسكرتها ولا تجلس سوى منفرده .

وتذكر أن الطريق الى المدرسة كان طويلاً بل وشاقاُ وطفلتي بالكاد تمشي  وهي بطيئه حد الاستفزاز وأحياناً تلتقي في الطريق بصديق  مقرّب الى أباها  الذي ما زال أسيراً كان يحملها على دراجته متجهاً بها نحو بيتها وكانت ممتنه اليه كثيراً ولكنها لم تكن لتجرؤ أن تشكره وربما شكرته بطريقتها الصامته!

الاثنين، 1 أكتوبر 2012



1

طفلة صغيرة تفتقر الى حنان أبيها الأسير , فتلجأ الى الجمادات والأرواح العاريه تستمد منها الحنان ليخرج الأب
من سجنه , ظنته فرجاً  أكيداً وسعادة أبديه فكان مالم يكن في الحسبان .

في المرووج  الخضراء لعبت صغيرتي  بوداعة وعلى أرجوحتها اقتطتفت المرح  , تحب الوحدة وتخاف الرفقه .
- ابتعدي ,  هذه الأرجوحة  لا تليق بك .
دفعها أحد الصبيه   آخذاً أرجوتها  , وهي اكتفت بالابتعاد .
ظنوها  خرساء , ولكنهم اكتشفوا أخيراً  أنها لا تريد الحديث مع أحد وأي أحد .

- أميمه  ,  هيا لنغادر  ....  أختها الكبيرة تنادي عليها .
ودون التفوه بكلمة   التزمت  بالرواح على رجليها الصغيرتين   تقطع مسافات طويله  للوصول الى البيت , وأثناء سيرها   لم تستطع أن تتحكم في نفسها , فبللت ثيابها  .

ما ان وصلت  حتى اختبأت  تحت  السرير خوفاً من تأنيب أمها  , على أي حال اكتشفت الأم ذلك وعاقبتها  , وحين همّت بتمشيط شعرها  تفآجأت الأم  وقالت:
- هل  تعرضتِ للضرب .